يعتبر الحوار وسيلة من الوسائل الضرورية التي عرفته البشرية منذ القدم , فلم تخل أمة من هذه الوسيلة من أجل الوصول إلى أهدافهم وغاياتهم.
فالحوار اذا هو وسيلة وليس غاية في حد ذاتها كما قد يتوهم البعض.
ولكي يكون الحوار بين طرفين أو أكثر منتجا وذا فائدة كان لزاما على الطرفين المتحاورين الالتزام بمجموعة من الآداب والشروط نعرضها فيما يأتي:
- فهم نفسية الطرف الآخر ، ومعرفة مستواه العلمي ، وقدراته الفكرية سواء كان فردا أو مجموعة ؛ ليخاطبهم بحسب ما يفهمون.
- حسن الخطاب وعدم استفزاز وازدراء الغير، فالحوار غير الجدال ، واحترام أراء الآخرين أمر مطلوب ، ولنا في حوار الأنبياء مع أقوامهم أسوه حسنة، فموسى وهارون أمرا أن يقولا لفرعون قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى . وفى سورة سبأ يسوق الله لنا أسلوبا لمخاطبة غير المسلمين حيث يقول فى معرض الحوار . "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" .
- حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها فهما صحيحا ، وعدم مقاطعة المتكلم ، أو الاعتراض عليه أثناء حديثه.
- التراجع عن الخطأ والاعتراف به ، فالرجوع إلى الحق فضيلة.
- أن يكون الكلام في حدود الموضوع المطروح ، وعدم الدخول في موضوعات أخرى.
- البعد عن اللجج ، ورفع الصوت ، والفحش في الكلام .
- البعد عن التنطع في الكلام ، والإعجاب بالنفس ، وحب الظهور ولفت أنظار الآخرين.
- التروي وعدم الاستعجال ، وعدم إصدار الكلام إلا بعد التفكر والتأمل في مضمونه ، وما يترتب عليه.
- عدم المبالغة في رفع الصوت ، إذ ليس من قوة الحجة المبالغة في رفع الصوت في النقاش والحوار بل كل ما كان الإنسان أهداء كان أعمق .
إن الحوار الإيجابى هو الذي يحاول طرفاه الالتزام بهذه الضوابط والآداب حتى لا يصبح حوارا عميقا.
تعليقات: 0
إرسال تعليق